بحث ...

**أصل النبي ﷺ ونشأته، وأحواله قبل النبوة**

 **نسب النبي ﷺ ونشأته، وأحواله قبل النبوة**

مقال يستعرض نسب النبي محمد ﷺ وأصوله الطاهرة، بالإضافة إلى تفاصيل نشأته وظروفه قبل بعثته، مع تسليط الضوء على المراحل الرئيسية التي ساهمت في كونه خاتم الأنبياء والمرسلين.






الحمد لله الذي أرسل رسوله محمدًا ﷺ رحمة للعالمين، وأخرج الناس به من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على خير من وُلد وأفضل من عاش بين خلق الله.


**نسبه الشريف**


وُلِد محمد بن عبد الله بن عبد المطَّلب بن هاشم، ويعود نسبه إلى عدنان من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. يعد هذا النسب كريمًا وطاهرًا، حيث اجتمع فيه أعلى ما عرفت العرب من حسب ومقام. قال رسول الله ﷺ: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». لذا، فهو أشرف الناس نسبًا وأكرمهم أصلًا.


**مولده ﷺ**


وُلِد رسول الله ﷺ في عام الفيل، في مكة المكرمة، يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول حسب أصح أقوال المؤرخين. وقد ارتبط مولده بحادثة مشهورة، حادثة غزو أبرهة الحبشي لمكة ومحاولته هدم الكعبة، حيث أهلكه الله وجنوده بطير أبابيل، مما جعله تمهيدًا لولادة خاتم الأنبياء ﷺ.


**يتيم الأبوين**


توفي والده عبد الله وهو جنين في بطن أمه، ليخرج رسول الله ﷺ إلى الحياة يتيمًا، ثم توفيت والدته آمنة بنت وهب وهو في السادسة من عمره. كفله جدّه عبد المطّلب ثم عمه أبو طالب، فنشأ يتيمًا كريمًا، محاطًا بعناية الله منذ صغره، التي حافظت عليه من المزالق وجعلته مؤهلًا لحمل أمانة الوحي.


**رضاعته ونشأته الأولى**


أرضعته ثُويبة مولاة أبي لهب لفترة، ثم أرضعته حليمة السعدية من بني سعد، فتربى في بادية العرب حيث الهواء النقي والفصاحة. وقد شهدت حليمة بركة وجوده، إذ ازداد رزقها ونمت ماشيتها ليكون ذلك عارضًا من مظاهر العناية الإلهية.


**شبابه وأخلاقه**


نشأ رسول الله ﷺ على مكارم الأخلاق، بعيدًا عن لهو الجاهلية وفسادها. لم يسجد لصنم قط ولم يشرب خمرًا، بل صانه الله من كل ما يضر فطرته. وقد اشتهر بالصدق والأمانة، حتى لُقِّبَ في قومه بالصادق الأمين، وكان الناس يلجؤون إليه إذا اختلفوا في الأمور لحسن رأيه وعدله.


**عمله ورزقه**


عمل السيد ﷺ في رعي الغنم ثم في التجارة مع عمّه أبي طالب، ثم سافر بتجارة لخديجة بنت خويلد، وقد أظهر في سفره من الأمانة وحُسن المعاملة ما أعجبها وجعلها تتخذه زوجًا، فكانت أول من سانده ووقف إلى جانبه.


**زواجه قبل النبوة**


تزوج رسول الله ﷺ من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي من أشرف نساء قريش وأطهرهن. كان زواجه منها سببًا لاستقراره النفسي والمعنوي، ورزق منها القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن.


**مشاركته في أحداث قريش**


شارك رسول الله ﷺ قومه في بناء الكعبة بعد تراجع جدرانها، وكان له شرف وضع الحجر الأسود بيديه الشريفتين بعد أن كاد قومه يقتتلون، فحكم بينهم بحكمة نالت رضا الجميع، مما عزز موقعه في قلوبهم.


**تهيئته للنبوة**


عاش النبي ﷺ حياة طاهرة ونقية بعيدة عن قبائح الجاهلية، وكان كثير التأمل، يعتزل قومه أيامًا للعبادة في غار حراء، وكانت هذه العزلة مقدمة لنزول الوحي عليه لكي يخرج برسالة خالدة تغير مسار التاريخ.


**خلاصة**


حياة رسول الله ﷺ قبل النبوة كانت مليئة بالدروس والعبر، حيث أعده الله إعدادًا خاصًا ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين. فنسَبه أصيل، نشأته طاهرة، وأخلاقه عظيمة، وأحواله تبين أنه كان مختارًا من الله تعالى لحمل أمانة الرسالة.

تعليقات

نموذج الاتصال