بحث ...

مقال يسرد أحداث نزول الوحي على النبي محمد ﷺ في غار حراء، ويفصّل أيات القرأن الكريم، وانطلاق الدعوة السرية التي أسست لانتشار الإسلام.

مقال يسرد أحداث نزول الوحي على النبي محمد ﷺ في غار حراء، ويفصّل أيات القرأن الكريم، وانطلاق الدعوة السرية التي أسست لانتشار الإسلام.

✋✊💓


**نزول الوحي وبدء الدعوة السرية**

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب دون عوج، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ الذي اختاره الله بالرسالة وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، وأخرجنا من الظلمات إلي النور.  

أما بعد.. 

**مقدمة لنزول الوحي**

كان رسول الله ﷺ قبل البعثة يعتزل نفسه كثيرًا، يرتاد غار حراء ليعبُد الله ليالي طويلة، يتأمل في عظمة الخالق ويتفكر في السماوات والأرض. كان هذا الانعزال علامة على استعداده لتلقي النبوة 

نشأ ﷺ على الطهر والعفاف، بعيدًا عن رجس الجاهلية،وشرب الخمر، وعندما بلغ الأربعين، جاءه الملك بالوحي.

**أول لحظات الوحي**

أثناء وجوده في غار حراء، جاءه جبريل عليه السلام وقال: "اقرأ". فأجابه ﷺ: "ما أنا بقارئ". فأخذه جبريل وغطه حتى جهده. ثم قال: "اقرأ". فأعاد ﷺ: "ما أنا بقارئ". استمر هذا ثلاث مرات حتى أخبره جبريل بالآيات:

> “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” [العلق: 1-5].

كانت هذه الآيات بداية الرسالة.

**أثر الوحي في النبي ﷺ**

عاد رسول الله ﷺ إلى منزله، يرتجف جسده كله مما رأه، وقال: "زمِّلوني، زمِّلوني". ثم حدث زوجته خديجة رضي الله عنها ما رأه، فطمأنته وأكدت له أن الله لن يخزيه أبدًا، فهو الذي يصل الرحم ويعين المحتاجين.

ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، الذي كان عالمًا بالكتب السابقة، فقال: "هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، يا ليتني أعيش حتى أراك مُخرَجًا من قومك".

**فترة انقطاع الوحي**

بعد أول نزول، انقطع الوحي لمدة من الزمن، فكان النبي ﷺ يتوق إليه حتى جاءه جبريل مرة أخرى بالآيات من سورة المدثر:

> “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ” [المدثر: 1-5].

كان ذلك بداية التكليف العلني بالدعوة.

**المرحلة السرية من الدعوة**

بدأ النبي ﷺ دعوته سرًا حرصًا على سلامة أصحابه وتجنبًا لصدام مع قريش. كان يدعو من بدا لهم الخير، معلمًا إياهم أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله.

**أوائل من أسلم**

أول من أسلم من النساء كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه، ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

ثم أسلم على يد أبي بكر عدد من الصحابة الكرام مثل عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص.

**دار الأرقم**

اتخذ رسول الله ﷺ من دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرًا سريًا للاجتماع بالمسلمين، يعلمهم القرآن ويربيهم على العقيدة الصحيحة، واستمرت هذه المرحلة حوالي ثلاث سنوات.

**الحكمة من السرية**

كانت الحكمة من الدعوة السرية بناء جيل مؤمن قوي بالعقيدة قبل مواجهة عداوة قريش، حيث كانت التربية على الإيمان والصبر واليقين بالله الأساس الذي قامت عليه الدعوة الجهرية لاحقًا.

**خلاصة**

إن نزول الوحي كان بدء عصر جديد في تاريخ البشرية، عصرٍ تضيء فيه القلوب بنور القرآن. وقد كانت المرحلة السرية من الدعوة حجر الأساس في تشكيل الجماعة المسلمة، لتكون مستعدة لمواجهة التحديات الكبيرة لاحقًا في مكة ثم المدينة.

تعليقات

نموذج الاتصال