الفرق بين الطموح والاستنزاف
تعرف على الفرق الحقيقي بين الطموح والاستنزاف، وكيف تميّز بين السعي الصحي لتحقيق أهدافك وبين الضغط الذي يستهلك طاقتك دون مقابل، بأسلوب إنساني واقعي.
الفرق بين الطموح والاستنزاف
في فترة ما من حياتك، ممكن تلاقي نفسك بتجري.
بتصحى بدري، تشتغل كتير، تفكّر أكتر، وتقول لنفسك: «أنا طموح».
بس الغريب إنك بدل ما تحس بالحماس، تحس بتعب… تعب مش مفهوم.
وساعتها السؤال بييجي فجأة، ويمكن متأخر شوية:
هو اللي أنا فيه ده طموح؟ ولا أنا بستنزف نفسي؟
الفرق مش دايمًا واضح.
والأخطر إن الاتنين بيشبهوا بعض من برّه.
الطموح: إحساس داخلي قبل ما يكون إنجاز
الطموح الحقيقي مش صوت عالي بيزعق في دماغك،
ولا ضغط مستمر بيقولك: «لازم تعمل أكتر».
الطموح إحساس هادي كده،تحس إنك ماشي في اتجاه له معنى، حتى لو الطريق طويل.
تتعب آه، بس التعب ده ليه طعم.
فيه أمل، فيه هدف، فيه سبب يخليك تكمل.
الطموح:
بيخليك تتعب وأنت راضي
يخليك تفشل وتقوم تاني من غير ما تكره نفسك
بيخليك تطلب راحة من غير إحساس بالذنب
الاستنزاف: لما المجهود يبقى ضدك
الاستنزاف شكله خادع.
تحس إنك بتعمل كل اللي المفروض يتعمل بس جواك فاضي.
تشتغل أكتر،
تضغط على نفسك أكتر،
وتجلد نفسك لو قصّرت.
وفي الآخر؟
ولا رضا، ولا شغف، ولا إحساس إنك وصلت خطوة.
الاستنزاف:
يخليك دايمًا حاسس إنك مش كفاية
يسرق منك الفرح حتى في الإنجاز
يخليك تعبان حتى وانت مش بتعمل حاجة
علامات بسيطة تفرّق بين الاتنين
خلّينا نكون واقعيين شوية:
🔹 لو بتنجح ومش مبسوط
🔹 لو الراحة بقت تحسّسك بالذنب
🔹 لو كل إنجاز بيخلّيك تسأل: «هو ده بس؟»
🔹 لو بقيت خايف توقّف حتى دقيقة
غالبًا…
ده مش طموح، ده استنزاف.
ليه بنخلط بينهم؟
لأن المجتمع بيكافئ التعب، مش التوازن.
بيصفّق للي بيكسر نفسه،
ويشكّك في اللي بيبطّئ شوية.
اتربينا على فكرة إن:
اللي يرتاح كسول
اللي يبطّئ متخاذل
اللي يقف يراجع نفسه ضعيف
فكبرنا وإحنا فاكرين إن الضغط الدائم فضيلة.
الطموح له حدود… والاستنزاف ما يعرفش حدوده تدميرك
الطموح يقولك:
«كمّل، بس خُد بالك من نفسك»
الاستنزاف يقولك:
«كمّل، ومش مهم أنت عامل إيه»
الفرق هنا مش في الهدف…
الفرق في الطريقة.
إمتى الطموح يتحوّل لاستنزاف؟
لما هدفك يبقى إرضاء الناس مش نفسك
لما تقيس قيمتك بإنجازك بس
لما تبقى قاسي على نفسك أكتر من أي حد
لما تنسى ليه بدأت أصلًا
ساعتها الطموح بيضيع،
ويفضل الضغط بس.
إزاي ترجع للطموح من غير ما تحرق نفسك؟
مش محتاج تغيّر حياتك فجأة، ولا تاخد قرارات درامية.
جرّب بس:
تبطّئ شوية من غير إحساس بالذنب
تسأل نفسك: «أنا عايز ده فعلًا؟ ولا متعوّد أجري؟»
تفرّق بين اللي لازم يتعمل، واللي أنت بتفرضه على نفسك
أحيانًا أقوى خطوة…
إنك توقف دقيقة.
في الآخر…
الطموح بيبنيك.
الاستنزاف بيكسّرك ببطء.
ولو حسّيت إنك تعبان طول الوقت،
مش شرط تكون ضعيف،
يمكن بس محتاج تغيّر الطريقة، مش الحلم.
وخدها قاعدة بسيطة:
> اللي يستحقك، مش هيطلب منك تدمّر نفسك علشانه.

تعليقات
إرسال تعليق