لماذ نفقد الشغف فجأة.. وكيف نستعيده؟
تعرف على الأسباب الحقيقية وراء فقدان الشغف وكيفية استعادته بخطوات بسيطة وعملية، مع نصائح تساعدك على استرجاع الحماس والتوازن النفسي والعودة لطريقك بثقة ووضوح.
لماذا نفقد الشغف فجأة… وكيف نستعيده؟
هناك سؤال يطارد الكثير منّا: “ليه فجأة بلاقي نفسي مش حابب اللي كنت بحبه؟ ليه الحاجة اللي كانت بتشعل قلبي بقت دلوقتي عبء؟”
السؤال ده مش بسيط أبدًا، لأنه مش مرتبط بعامل واحد. أحيانًا نحس إن الشغف بيتبخر من غير مقدمات، وكأن شخص جوّانا قرر يقفل النور ويمشي.
لكن الحقيقة؟ الموضوع أعمق من كده… وأحيانًا أبسط مما نتخيل. خليني أتكلم معاك كإنسان بيتلخبط زيك، مش كمصدر معلومات نظري.
أولًا: الشغف مش ثابت… وده طبيعي جدًا
فيه اعتقاد غريب منتشر إن الشغف حاجة ثابتة، لازم طول الوقت تكون متحمّس، مليان طاقة، مستعد تعمل المستحيل.
لكن الواقع مختلف تمامًا.
الشغف زي بطارية الموبايل… بيشحن، وبيفصل. بيفيض، وبيقل.
فكرة إننا لازم نكون مشتعليـن 24 ساعة ده وهم، وبيهدّ نفسيتنا أكثر ما يساعدنا.
أفتكر مرة كنت متحمس جدًا لمشروع معين، لدرجة كنت بشتغل عليه بالساعات بدون ما أحس بالوقت. فجأة، بعد فترة، صحيت يوم لقيت نفسي مش قادر أفتحه… ولا حتى أبص عليه.
ساعتها حسيت إن فيّ حاجة اتكسرت. وبعد تفكير طويل، اكتشفت إن اللي حصل مش انهيار… ده مجرد تذبذب طبيعي.
ولما تقبلت ده، بقيت أتعامل مع شغفي بشكل أهدى وأحكم.
ثانيًا: نفقد الشغف لما نحمل نفسنا أكتر من طاقتها
أحيانًا بيبقى عندك هدف جميل، حلم كبير، شيء أنت فعلًا بتحبه…
بس تحوله لمطاردة مستمرة.
كل يوم تقول لازم أنجز… لازم أكون أفضل… لازم أعمل أكثر…
وفجأة يتحول الشغف لعبء.
ولما يتحول لعبء، عقلك يدافع عن نفسه، فيقفل باب الحماس ويقولك: “كفاية… تعبت.”
كتير من الناس فاكرين إن فقدان الشغف دليل على الكسل، لكن الحقيقة إنها علامة إنك محتاج تهدي، مش تجري أكتر.
ثالثًا: الروتين العنيف يقتل أي شغف مهما كان قوي
مهما كانت الحاجة اللي بتحبها، لو اتكررت بنفس الشكل كل يوم بدون تجديد… هتفقد طعمها.
الإنسان بطبيعته بيمل. حتى من الأشياء اللي بيحبها جدًا.
وده مش عيب فيك… ده جزء من تكوينك.
أوقات كتير مش بنفقد الشغف… إحنا بس بنتخنق من التكرار.
وزي أي نفس، لما تختنق… ترفض.
رابعًا: أحيانًا نفقد الشغف لأن حياتنا نفسها مش متوازنة
لو نومك قليل، أكلك مش منتظم، ضغط الشغل فوق دماغك، أو العلاقات حواليك مرهقة…
هيجي يوم تلاقي نفسك مش قادر تحب حاجة.
حتى الأشياء اللي بتمثّل لك معنى.
الإنسان مش آلة.
الشغف مش حيظهر في بيئة كلها ضغط وإرهاق.
في أيام معينة أحس إني فقدت اهتمامي بكل شيء… وبعد وقت اكتشفت إنه مش فقدان شغف، ده simplemente (مجرد) نقص راحة.
أول ما بدأت أظبط نومي وأدي نفسي مساحة، الحماس رجع وحده.
طيب… ازاي نستعيد الشغف؟
هنا الجزء اللي الناس بتفتكره صعب، لكنه في الحقيقة يبدأ بخطوات صغيرة جدًا. خليني أقولك اللي فعلاً يشتغل، مش الكلام النظري اللي بيتكرر في كل مقال.
1. ارجع خطوة واهدأ… بجد
قبل ما تدور على حلول… لازم تهدي.
عقلك مش قادر يحب أي حاجة وهو مرهق.
الهدوء مش رفاهية، ده جزء أساسي من العلاج.
اعمل pause…
اقطع الروتين يوم أو يومين…
نام كويس…
اسمح لنفسك تتنفس.
صدقني، أحيانًا الشغف مش بيختفي… هو بس بيحتاج يرتاح.
2. افتكر البداية… امتى كنت بتحب ده؟ وليه؟
واحدة من أكتر الأشياء اللي بتعيد الشغف بسرعة إنك تفتكر نسختك القديمة:
– أنت بدأت ليه؟
– كنت بتحس بإيه لما تمارس الشغف ده؟
– إيه اللحظة اللي خلتك تتعلق بيه؟
أحيانًا الذكريات القديمة بتفكرنا بمشاعر نسيناها وسط كل الزحمة.
3. غيّر الطريقة… مش الهدف
لو بتعمل نفس الحاجة بنفس الشكل كل يوم… أكيد هتمل.
جرّب تغيّر الأسلوب:
ابدأ صغير.
غيّر المكان.
غيّر الأدوات.
جرّب وقت مختلف.
إحنا مش بنكره الشغف… إحنا بنكره الروتين اللي اتخلق حوله.
4. ابدأ بخطوات صغيرة جدًا… أصغر مما تتخيل
مش لازم تعمل إنجاز ضخم في أول يوم.
أحيانًا خطوة دقيقة واحدة تكفي.
اقرأ صفحة مش فصل.
ارسم خط مش لوحة.
اكتب سطر مش مقال.
تمرّن 5 دقايق مش ساعة.
العقل بيحب الصغير… ولما تبدأ، غالبًا هتكمل.
5. قلل توقعاتك… واسمح لنفسك تكون إنسان
أكبر قاتل للشغف هو توقع المثالية.
ولو فضلت مستني لحظة “الكمال”، عمرك ما هتتحرك.
سيب مساحة للغلط.
للتجربة.
للخفايا والطرق المتعرجة.
الشغف مش خط مستقيم… الشغف رحلة متقلبة، فيها مطبات كتير، وده طبيعي.
6. اختلط بناس عندها نفس الشغف
الطاقة معدية. لما تشوف حد بيشتغل أو بيتحمس لحاجة بتحبها… بتحس إن النار اتولعت فيك تاني.
حتى لو مش بتحب الكلام… مجرد وجودك وسطهم يشحنك.
مرة حضرت جلسة صغيرة فيها ناس بتشتغل على نفس المجال اللي بحبه، وكنت داخله وأنا فاقد كل حماس…
خرجت وأنا مش قادر أوقف أفكار جديدة في دماغي.
7. اسمح لنفسك تغيّر الاتجاه لو لزم الأمر
مش كل فقدان شغف يحتاج علاج… أحيانًا هو علامة إن الوقت حان تمشي في طريق تاني.
مش ضعف، ولا هروب.
فيه أبواب بتتقفل عشان نفتح غيرها.
وفيه شغف بيخلص دوره في الحياة، ويطلع مكان لشيء أجدد.
المهم… ما تلومش نفسك.
احترم التغيير.
وفي النهاية…
فقدان الشغف مش علامة إنك ضعيف، ولا إنك مش مناسب للشيء اللي كنت بتحبه…
ده دليل إنك إنسان.
إنك بتتأثر، وبتتعب، وبتحتاج ترتاح.
الشغف مش ملاك يحوم فوق رأسك طول الوقت… هو زائر.
يجيلك، ويغيب… لكن دايمًا ممكن تدعوه يرجع.
وأحيانًا لما يرجع، بيرجع أقوى من الأول.

تعليقات
إرسال تعليق